الأحد ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×
أهم الأخبار

مصر مؤهلة للقفز على قمة السياحة العالمية..بشروط؟!

مصر مؤهلة للقفز على قمة السياحة العالمية..بشروط؟!

عادل خفاجي يكتب:

المتحف المصري الكبير..بوابة مصر نحو السياحة العالمية؟!


لعل افتتاح المتحف المصري الكبير، غدًا السبت، الأول من نوفمبر 2028، بحضور عالمي مهيب من رؤساء العالم ورؤساء الحكومات المختلفة، والذين يحلون ضيوفًا على الدولة المصرية بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وكبار رجال الدولة المصرية ومسؤولي السياحة، لمشاهدة أكبر حدث احتفالي عالمي في العهد الحديث، يفتح الباب أمام انطلاقة جديدة قوية، مدعومة بإدارة عالمية وترويج حديث يعيد لمصر مكانتها المفقودة بين كبار المقاصد السياحية في العالم.

فمصر، بلد الحضارة والتاريخ، تستعد لمرحلة جديدة في مسيرتها السياحية مع افتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري في العالم، الذي يمثل نقطة تحول تاريخية وبوابة لانطلاق السياحة المصرية نحو العالمية. ويأتي هذا الحدث ليجسد إصرار الدولة المصرية، بعد سنوات من الثبات، على استثمار إرثها الحضاري والثقافي لتصبح ضمن أهم المقاصد السياحية في العالم.

مقومات فريدة وموقع استراتيجي

تتمتع مصر بموقع جغرافي استثنائي يربط بين قارات العالم الثلاث، وتضم ثلث آثار العالم، فضلًا عن مناخها المعتدل على مدار العام وشعبها المعروف بكرم الضيافة، مما يمنح السائحين تجربة متكاملة وفريدة تجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة.
وتتيح هذه المقومات لمصر أن تكون من بين أفضل خمس وجهات سياحية عالميًا إذا استُثمرت الإمكانات بطريقة احترافية ومستدامة.

تنوع أنماط السياحة في مصر

تتميز مصر عن غيرها بتنوع فريد في أنماط السياحة، ما يجعلها مقصدًا متكاملًا لكل أنواع الزائرين:

السياحة الثقافية والتاريخية: بفضل آثار الفراعنة والمعابد والمقابر المنتشرة في الأقصر وأسوان وسقارة.

السياحة الدينية: من أبرزها مسار العائلة المقدسة الذي يعد أحد أهم المسارات الروحية في العالم، ويمثل بعدًا حضاريًا وتاريخيًا فريدًا.

السياحة العلاجية: في الواحات وسفاجا وسيوة، التي تمتاز بعيونها الكبريتية ورمالها الطبية ذات الخصائص العلاجية النادرة.

السياحة البيئية: في المحميات الطبيعية مثل وادي الريان ورأس محمد والواحات، التي تُعد نموذجًا عالميًا للتوازن بين التنمية والحفاظ على البيئة.

السياحة الشاطئية: حيث تمتلك مصر أطول سواحل على البحرين الأحمر والمتوسط، وتضم منتجعات عالمية في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم ودهب والعلمين الجديدة، ما يجعلها مركز جذب لعشاق الغوص والرياضات المائية والاستجمام.

تعزيز الترويج الدولي والتجارب العالمية

تُظهر تجربة تركيا نموذجًا ناجحًا في الترويج للسياحة عبر إدماج المشاهد الطبيعية والمعالم السياحية في الأعمال الدرامية والفواصل التلفزيونية، ما خلق حالة من الإبهار وشجع ملايين السياح على الزيارة.
وإذا طبّقت مصر تجربة مشابهة، فستكون الدولة الأولى عالميًا في عدد الزوار، بفضل ما تمتلكه من تنوع حضاري وجغرافي وثقافي لا مثيل له، مع مقوماتها الفريدة من آثار فرعونية وشواطئ ساحرة ومحميات طبيعية، ما يجعلها مقصداً متكاملاً لكل أنواع السياحة.


أين تقف مصر سياحيًا مقارنة بدول المتوسط؟

تشير الإحصاءات الدولية إلى أن إسبانيا استقبلت نحو 84 مليون سائح عام 2024، وإيطاليا حوالي 60 مليونًا، وتركيا أكثر من 57 مليونًا، بينما بلغ عدد السياح الوافدين إلى مصر نحو 15 مليون سائح خلال العام نفسه، مع خطة للوصول إلى 30 مليون بحلول عام 2028.
ورغم هذا الفارق العددي، فإن مقومات مصر الطبيعية والتاريخية تتفوق على كثير من هذه الدول من حيث التنوع والثراء الثقافي والبيئي، شريطة تطوير البنية التحتية السياحية وإسناد إدارة المواقع لشركات عالمية تمتلك خبرات تشغيلية وتسويقية متقدمة.

إجراءات عاجلة مطلوبة لتحقيق التفوق السياحي

هناك مجموعة من الإجراءات العاجلة التي ينبغي على الدولة المصرية تنفيذها في أقرب وقت لتحقيق الانطلاقة الحقيقية للسياحة المصرية، من أبرزها:
1. التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لإدارة وتشغيل المواقع السياحية والأثرية وفق معايير الجودة الدولية.
2. تطوير منظومة النقل الذكي وربط المواقع السياحية بوسائل حديثة تيسر حركة الزائرين.
3. إعادة هيكلة العاملين بالقطاع السياحي لضمان الكفاءة والانضباط وحسن المظهر والتعامل واللغة.
4. رفع كفاءة البنية التحتية والمرافق الخدمية داخل المناطق السياحية، وتوفير دورات مياه عامة وأماكن راحة ومطاعم نظيفة وفنادق متنوعة الفئات.
5. تطبيق نظام صيانة دورية وحماية أمنية وبيئية للمناطق الأثرية والشواطئ والمحميات.
6. تعزيز الترويج الدولي لمصر عبر دعوة الشخصيات العالمية والمؤثرين والمشاهير، وإطلاق حملات دعائية في القنوات والصحف الدولية تبرز مصر كوجهة آمنة ومتنوعة.

إن ما تمتلكه مصر من ثراء حضاري وثقافي وساحلي يؤهلها لتكون من أعظم المقاصد السياحية على مستوى العالم، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب إرادة تنفيذية قوية واستثمارًا ذكيًا في الإدارة والترويج والبنية التحتية.
ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجدد الفرصة لتأكيد أن مصر ليست فقط مهد الحضارة، بل أيضًا وجهة المستقبل للسياحة العالمية.