
انطلاق مؤتمر الذكاء الاصطناعي الأول بجامعة القاهرة

كتب عادل خفاجي:
في أجواء علمية دولية غير مسبوقة، وتحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ، انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر جامعة القاهرة الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، وبمشاركة واسعة من الوزراء والخبراء المحليين والدوليين، ومنظمات الأمم المتحدة، وعدد من الجامعات وشركات التكنولوجيا العالمية. ويُعد هذا الحدث محطة محورية في مسار الدولة المصرية نحو التحول الرقمي وتعزيز مكانتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
حضر الافتتاح عدد من كبار المسؤولين، بينهم د. خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ود. هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية والرئيس التنفيذي للمؤتمر، ود. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والرئيس الشرفي للمؤتمر، ود. عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس محمد جبران وزير العمل، إلى جانب لفيف من المحافظين، ورؤساء الجامعات، وعمداء الكليات، وممثلي الوزارات والمنظمات الدولية، وجمهور واسع من الطلاب.
وخلال كلمته، أكد د. أيمن عاشور أن المؤتمر ليس مجرد فعالية علمية، بل تجسيد لدور الجامعات المصرية في قيادة مسار التحول التكنولوجي، وبناء شراكات بين البحث العلمي والصناعة، بما يعزز جودة التعليم ويرتقي بالخدمات المقدمة للمواطن. وأشار إلى أن مصر وضعت الذكاء الاصطناعي في صدارة أولوياتها ضمن إستراتيجية التحول الرقمي وبناء اقتصاد معرفي تنافسي، موضحًا أن الجامعات المصرية تضم أكثر من 100 كلية للحاسبات والذكاء الاصطناعي التحق بها هذا العام أكثر من 50 ألف طالب.
وسلط الوزير الضوء على إصدار الدليل الوطني لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي (سبتمبر 2025)، الذي يضع ضوابط واضحة لضمان الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة مع الحفاظ على النزاهة الأكاديمية، بما يُمهد لبناء جامعات ذكية ومستدامة قادرة على قيادة المستقبل.
من جانبه، رحب د. محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، بالحضور، مؤكدًا أن انعقاد المؤتمر في شهر أكتوبر يحمل دلالة رمزية بأن إرادة التقدم لا تقل عن إرادة النصر، وأن مصر تمضي بثبات نحو انتصارات جديدة في ميادين العلم والتكنولوجيا. وأشاد بالدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية للجامعات المصرية، مشيرًا إلى أن الجامعة كانت من أوائل المؤسسات التي أطلقت إستراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي عام 2024، لتكون نموذجًا للجامعة الذكية التي توظف التكنولوجيا في التعليم والإدارة وصنع القرار.
وأوضح عبدالصادق أن المؤتمر يهدف إلى ربط الأكاديميا بالصناعة وتحويل البحث إلى أثر اقتصادي ملموس، عبر مناقشة قضايا محورية تشمل الذكاء الاصطناعي في الصحة والتعليم، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، والأبعاد القانونية والأخلاقية لهذه التقنيات، إلى جانب عرض أحدث الابتكارات والتجارب الدولية.
كما استعرض رئيس الجامعة تجربة شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية، التي أُنشئت لحماية الملكية الفكرية وتحويل الأفكار البحثية إلى مشروعات إنتاجية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني. وأكد أن الجامعة تسعى لأن تكون شريكًا فاعلًا في صياغة سياسات الذكاء الاصطناعي على المستويين الوطني والدولي، مع توجيه هذه الثورة التكنولوجية لخدمة الإنسان والتنمية المستدامة.
ويُنتظر أن يصدر المؤتمر في ختام أعماله وثيقة سياسات وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي، تُشكل خارطة طريق لتوسيع استخدام هذه التقنيات في القطاعات الحيوية، بما يعزز تنافسية الدولة المصرية ويجعل من الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لمستقبل أكثر تقدمًا واستدامة.