
السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك

كتب المحرر السياسي:
شهدت الساحة الإقليمية تصعيدًا استراتيجيًا مهمًا بعد توقيع المملكة العربية السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك، تنص على أن أي اعتداء على أي منهما يُعتبر اعتداءً على البلدين معًا. الاتفاقية تعكس توجهًا واضحًا لتعزيز الردع المشترك، وتضع إطارًا أمنيًا متقدمًا يربط بين بلدين لهما تأثير كبير في المنطقة.
الأبعاد النووية للاتفاقية:
يعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة تعزيز لمبدأ "السعودية النووية"، حيث تمتلك السعودية القدرة النظرية على الحصول على قنبلة نووية عبر باكستان، إذا دعت الحاجة. تاريخيًا، ساهمت السعودية في تمويل البرنامج النووي الباكستاني، كما أشار ولي العهد منذ سنوات إلى أن أي امتلاك نووي إيراني سيدفع المملكة للسعي نحو امتلاك قدرات مماثلة.
تأثير المصالحة الإيرانية – السعودية:
المعادلة الإقليمية شهدت تحولًا واضحًا بعد المصالحة التاريخية بين الرياض وطهران برعاية صينية قبل نحو ثلاث سنوات. هذا الاتفاق حدّ من احتمالات سباق تسلح نووي مباشر بين الجانبين، مما يقلل من الضغوط التقليدية التي كانت تدفع السعودية نحو تحريك خيارها النووي.
إعادة رسم الأولويات الإقليمية:
في الوقت الراهن، يبدو أن الضغوط الإقليمية تأتي من تل أبيب وواشنطن، خصوصًا بعد أزمة قطر الأخيرة، والتي اعتُبرت من قبل البعض بمثابة "غدر" بالحلفاء التقليديين في الخليج. التحولات الجديدة تعكس رغبة إسرائيل والولايات المتحدة في استثمار أي فرصة لتعزيز نفوذها، وربما إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية بما يخدم مصالحهما الاستراتيجية، خاصة في سياق تهجير أو نقل النفوذ الإقليمي.
توقعات المرحلة المقبلة:
المنطقة على أعتاب أحداث مهمة في الفترة المقبلة، قد تشمل تعزيزات أمنية ودفاعية، وتحركات استراتيجية مرتبطة بالردع النووي والسياسات الإقليمية الكبرى. الاتفاقية بين السعودية وباكستان ليست مجرد تحرك تقليدي، بل قد تكون مؤشرًا على إعادة هندسة الأمن الخليجي والردع الاستراتيجي على المدى الطويل.
خلاصة:
اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان تمثل مرحلة جديدة في الاستراتيجية الإقليمية، تجمع بين الردع العسكري والتحالفات الاستراتيجية، مع تأثير محتمل على المعادلات النووية والسياسية في المنطقة، وسط تحولات متسارعة على الساحة الإقليمية والدولية.